حقوق الملكية في البرامج الالكترونية من المواضيع المتداولة حديثا بين انواع حقوق الملكية ونستعرضها اليوم بالتفصيل لنعرض تعريفات حقوق الملكية والبرامج الالكترونية

مقدمة:
تهتم القوانين والتشريعات المختلفة بإسباغ الحماية على حقوق المؤلف فيما ينتجه من نتاج ذهني وفكري، لاسيما وأن تلك الحقوق الفكرية والذهنية تتمتع بقيمة مادية ليست بالضئيلة، وتعتمد سياسة الحماية للمصنفات التي يسفر عنها الفكر الإنساني على مبدأ رئيسي قوامه أن الجهد الشخصي للفرد يعتبر ملكية خاصة له، مما يجعله جديراً بالحصول على نظام قانوني يكفل له الحماية كسائر حقوق الإنسان الأخرى التي تنصب على الملكية الشخصية الخاصة للفرد.
وفي ظل التقدم التكنولوجي الهائل الذي نشهده في عصرنا الحالي فقد تطورت أشكال وصور المصنفات التي تسفر عنها الجهود البشرية، والتي تتوافر فيها الصفات والشروط التي تجعلها تدخل تحت عباءة المصنفات ذات القيمة والتي يتملكها مؤلفها، ويعد حق ملكيته عليها حقاً جديراً بالحماية القانونية، ومن أهم هذه المصنفات البرامج الإلكترونية.
في مستهل الحديث عن البرامج الإلكترونية ينبغي علينا أن نوضح أن البرامج الإلكترونية هي البرامج التي تعرف أيضاً بـ “برامج الحاسب الآلي”، أو “برامج الكمبيوتر”، أو غيرها من المسميات الأخرى التي تستقي وتستمد وجودها من أن جهاز الحاسب الآلي هو محور عمل تلك البرامج، لاسيما وأنها قد تم ابتكارها من حيث الأصل لتكون بيئة العمل الرئيسية لها هي الحواسب الآلية.
وبالرجوع إلى التعريف بالبرامج الإلكترونية سنجد أن هناك العديد من التعاريف التي تم وضعها في هذا الشأن، ونظراً لتعدد هذه التعاريف بشكل يصعب – وإن لم يكن يستحيل – حصرها معه، فإننا سوف نتناول أبرز تلك التعاريف وأكثرها انتشاراً واعتماداً بين الأفراد من ذوي العلاقة بالعمل في مجال البرامج الإلكترونية.
بعض التعريفات البرامج الالكترونية:
– حيث عرفت البرامج الإلكترونية في أحد تعاريفها المبسطة بأنها جملة التعليمات التي توجه بشكل مُجتَمِع للحاسب الآلي، وتعد بمثابة أوامر توجهه إلى القيام بأعمال ووظائف معينة ومحددة.
– وعرفت من وجهة نظر البعض الآخر بأنها حزمة الأوامر والتعليمات القابلة للاستخدام بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الحاسبات الآلية كمدخلات، للحصول على مخرجات تتمثل في نتائج معينة ومحددة بشكل مسبق.
– وعرفتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية بأنها مجموعة من التعليمات التي يتم وضعها على دعامة مادية يمكن للوسيط الإلكتروني قراءتها، وهذه التعليمات تسمح لهذا الوسيط الإلكتروني بأن يقوم بأداء وإنجاز مهام أو وظائف محددة، ومن ضمن يرامج الحاسب الآلي المحمية أي برنامج تشغيلي يتيح الإمكانية لاستخدام الحاسب الآلي، وأيضاً البرامج التطبيقية التي تؤدي مهام حسابية أو كتابية أو غيرها.
ونلاحظ على التعاريف الموضحة أعلاه والتي تعد من أبرز التعاريف التي وضعت للبرامج الإلكترونية أنها أن الاختلاف بينها لا يعد اختلافاً كبيراً، بل هو اختلاف طفيف ويقتصر على الظاهر الخارجي فقط دون المضمون، فقد اجتمعت تلك التعاريف على تحديد العناصر الرئيسية التي تعبر بشكل متكامل عن تعريف البرامج الإلكترونية، فقد اعتبرتها مجموعة من المعلومات والأوامر التي تختلف أشكالها من كتابة أو أرقام أو رموز أو غيرها من الصور الأخرى لها، والتي توجد على كيان مادي – دعامة – تتيح إدخال تلك المعلومات والأوامر إلى الحاسب الآلي، والتي تعمل على توجيهه بشكل مباشر أو غير مباشر إلى القيام بوظيفة أو مهمة واحدة أو أكثر، وذلك استهدافاً للحصول على نتيجة معينة يرغب المستخدم في الحصول عليها، وهو ما يمكننا أن نعتبر معه تلك العناصر في مجملها بمثابة تجسيد للتعريف المتوازن للبرامج الإلكترونية.
تعريف المنظم السعودي
وقد عرف المنظم السعودي برامج الحاسب الآلي بتعريف لا يختلف كثيراً عن هذا التعريف، حيث عرفه بموجب نص المادة رقم (1/5) من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/17) الصادر بتاريخ 8/3/1428هـ، والتي نصت على أن (5-برامج الحاسب الآلي: مجموعة من الأوامر والبيانات التي تتضمن توجيهات أو تطبيقات حين تشغيلها في الحاسب الآلي أو شبكات الحاسب الآلي وتقوم بأداء الوظيفة المطلوبة).
لم تختلف الملكية الفكرية عن البرامج الإلكترونية في كونها هي الأخرى لم يكن لها تعريف فقهي متفق عليه، حيث عرفها الفقه القانوني بأكثر من تعريف، ولكن الاختلاف بين تلك التعريفات لم يكن منبعه هو الاختلاف على مضمونها ومفهومها، ولكنه كان يتمحور حول وظيفة هذه الملكية، وهو ما سيتضح لنا بعد عرض بعض التعاريف الفقهية التي تناولت حق الملكية الفكرية وذلك على النحو التالي:
بعض التعريفات الملكية الفكرية :
- عرف حق الملكية الفكرية بأنه الحق الذي ينصب على أشياء معنوية أفرزتها الجهود الفكرية لصاحبها، كما هو الحال في حق المؤلف على أفكاره ومؤلفاته، والمخترع على ما يخترعه من اختراعات.
- وعرف أيضاً بأنه الحق الثابت على أي نشاط أو جهود فكرية بذلها الشخص ونتج عنها ظهور شيء مبتكر في أياً من المجالات العلمية أو الصناعية أو الفنية أو الأدبية.
- كما عرف البعض حق الملكية الفكرية بأنه السلطات التي يرتبها القانون للشخص على ما تثمر عنه الجهود الفكرية والذهنية الخاصة به من نتاج معنوي.
وهو ما يمكننا معه أن نستخلص أن الملكية الفكرية هي أحد صور الملكية الخاصة للإنسان، ويكون محور هذه الملكية هو الناتج المعنوي النهائي للمجهود الذهني الذي يبذله الفرد في مجال ما، وقد عرف المنظم السعودي حق الملكية الفكرية تحت مسمى “حق ملكية المؤلف”، وذلك في نص المادة رقم (1/1) من اللائحة التنفيذية لنظام حماية حقوق المؤلف الصادرة بقرار وزير الثقافة والإعلام بالقرار رقم (م/و/1/1688) والصادر بتاريخ 10/4/1425 هـ وتعديلاتها، حيث نصت هذه المادة على أنه (تدل الكلمات والعبارات الآتية حيثما وردت في مواد اللائحة على المعاني المبين قرينها: حق ملكية المؤلف: هو مجموعة المصالح المعنوية والمادية التي تثبت للشخص على مصنفه)، وهو ما نتبين منه أن تعريف المنظم السعودي لحق الملكية الفكرية لم يختلف عن التعاريف الفقهية التي وضعت له.
ما هي العلاقة بين حق ملكية البرامج الإلكترونية وحق الملكية الفكرية؟
قبل أن نواصل استعراض موضوع المقال ارتأينا أن هناك تساؤل قد يتبادر إلى أذهان البعض من قارئي هذا المقال، والذين قد يتساءلون عن سبب تعاملنا مباشرة مع الحق في ملكية البرامج الإلكترونية على أنه حق من حقوق الملكية الفكرية، لاسيما وأننا قد ذكرنا عند تعرضنا لتعريف الملكية الفكرية أنها تنصب على شيء معنوي يكون هو نتاج الجهود الذهنية للشخص، في حين أننا عند تعريفنا للبرامج الإلكترونية ذكرنا أنها توجد على دعامة مادية، لذلك كان لزاماً علينا أن نتوقف في نقطة نظام نوضح من خلالها الإجابة على ذلك التساؤل.
حقوق الملكية في البرامج الالكترونية :
البرامج الإلكترونية في حقيقتها لا تعد هي الدعامة المادية التي تتواجد عليها حزمة المعلومات والأوامر الموجهة للحاسب الآلي، ولكن البرامج الإلكترونية هي تلك الحزمة من المعلومات والأوامر ذاتها، والدعامة المادية ما هي إلا وعاء مادي يتم نقل تلك المعلومات والأوامر من خلاله، خاصة وأن المعلومات والأوامر هي أشياء معنوية لا تتخذ بمفردها شكلاً مادياً ملموساً يمكن التعامل عليه.
وعلى سبيل المثال لذلك المؤلفات الأدبية والفنية التي تمثل أفكاراً وأحداث في ذهن المؤلف، ولا تتخذ شكل مصنف يستوجب الحماية القانونية لحقوق مالكه عليه – المؤلف – إلا بعد وضعها في وعاء مادي ملموس، أو تأديتها بحركات وتعبيرات حركية، أو أي شكل آخر من الأشكال التي تفرغ فيها المؤلفات الفكرية والذهنية، لاسيما وأنه لا يتصور وقوع أي اعتداء من الغير على هذه الأفكار وهي مجرد أفكار فقط في ذهن صاحبها ولم يتم التعبير عنها بأي شكل من الأشكال المادية الملموسة التي تخرجها إلى أرض الواقع المادي.

وبإنزال ما سبق على البرامج الإلكترونية سيتبين لنا أن ملكية البرامج الإلكترونية هي في حقيقتها ملكية فكرية، وأن حق الملكية عليها هو حقق ملكية فكرية، فالمؤلف هنا هو المبرمج الذي يبذل مجهوداً ذهنياً وفكرياً مستنداً إلى أسس تقنية وإلكترونية للوصول إلى المعلومات والأوامر المكونة للبرنامج، والتي لا تظهر نتيجتها إلا بعد نقلها إلى الحاسب الآلي لينفذها، ويكون ذلك النقل عبر الوعاء المتمثل في الدعامة المادية التي توجد عليها تلك البيانات والمعلومات.
وبذلك يكون محل الملكية والحماية القانونية هو المعلومات والأوامر ذاتها، فهي التي تمنح الدعامة المادية قيمتها، فعلى سبيل المثال يكون وجود المعلومات والأوامر المكونة للبرنامج على أسطوانة ممغنطة هو ما يمنح تلك الأسطوانة قيمتها، فإذا ما قمنا بإزالة البرنامج عن الأسطوانة تفقد قيمتها ولا يتبقى لها منها سوى ثمنها كدعامة مادية والذي لا يتعدى بضع ريالات.
اقسام البرامج الالكترونية:
وبالتالي يعد مفهوم البرامج الإلكترونية كملكية فكرية هو مفهوم أوسع وأشمل وأعم من الدعامة التي تحمل تلك البرامج في حد ذاتها، وتكون ملكية مالكها منصبة على شقين، الشق الأول هو ملكيته الفكرية للبرامج ذاتها والمتمثلة في المعلومات والأوامر، والشق الثاني يتمثل في ملكيته للبرامج في شكلها المادي الملموس وهو الدعامة التي تحمل هذه البرامج الإلكترونية.
وبالتالي فإن البرامج الإلكترونية يدخل ضمن طائفة الأشياء التي يصدق عليها وصف المصنف، حيث عرف المنظم السعودي المصنف بأنه (هو الإنتاج الأدبي أو العلمي أو الفني المبتكر مهما كان نوعه أو أهميته أو طريقة التعبير عنه أو الغرض من تأليفه) وذلك في نص المادة رقم (1/1) من اللائحة التنفيذية لنظام حماية حقوق المؤلف.
ولعل ذلك أيضاً هو ما حدا بالمنظم السعودي إلى إدخال برامج الحاسب الآلي بشكل صريح ضمن نطاق الحماية التي يقررها بنظام حماية حقوق المؤلف، وذلك فيما جاء بنص المادة رقم (16/أولاً) من اللائحة التنفيذية لنظام حماية حقوق المؤلف، والتي تضمنت أن (أولاً: تتمتع بالحماية برامج الحاسب الآلي وبرامج ألعاب الحاسب سواء كانت بلغة المصدر أو بلغة الآلة باعتبارها أعمالاً أدبية)، وما ورد بنص المادة (الثانية/11) من نظام حماية حقوق المؤلف الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/41) في 2/7/1424هـ وتعديلاته، والتي نصت على أن (يحمي هذا النظام المصنفات المبتكرة في الآداب والفنون والعلوم أياً كان نوع هذه المصنفات أو طريقة التعبير عنها أو أهميتها أو الغرض من تأليفها مثل: …… 11- برمجيات الحاسب الآلي).
الخلاصة:
ومن مجمل ما سبق يتضح أن حق الملكية في البرامج الإلكترونية هو في حقيقته حق ملكية فكرية يثبت على البرامج الإلكترونية لصالح مالكها، ونكون قد وضعنا إجابة مفصلة على التساؤل سالف الذكر منعاً لأي التباس أو غموض.

اخيرا نحن في شركة اسداء نقدم لكم محاميين خبراء في حقوق الملكية الفكرية وفي جميع القضايا والدعاوى وقضايا الالتماس والمخدرات بالاضافة الى محامي احوال شخصية وقضايا خلع وفسخ نكاح ومطالبة مالية واخلاء عقاري واستئناف ورفع دعوى طلاق ودعوى خلع بالاضافة الى قضايا الاجرام الكبيرة وفريق مختص من محاميين خبراء في توزيع الحصص وتسوية الشركات وقضايا التعويق والتأمية