إذا ما أردنا أن نتعرف على النزاعات التي يثيرها عقد المقاولات فيلزم علينا أن نوضح أهم صور عقد المقاولة التي قد تكون محلاً لإثارة تلك النزاعات، ولعل أهم تلك الصور هي عقد المقاولة الأصلية وعقد المقاولة من الباطن، وسوف نعرض بإيجاز مفهوم كل عقد منهما في النقاط التالية

- عقد المقاولة الأصلية
يقصد بعقد المقاولة الأصلية العقد الذي يتم إبرامه بين طرفين وهما صاحب العمل أو من يمثله قانوناً والمقاول الأصلي، ويشار إليه بالمقاولة الأصلية لكون ينظم العلاقة الأساسية بين صاحب العمل والمقاول الأصلي المكلف بأداء العمل محل المقاولة.
وتعد هذه الصورة هي الصورة الأساسية التي يشار بها عند استخدام عقد المقاولة، ولا يغير من مسماها مضمون العقد والتزامات المقاول أو غيرها من التفصيلات الأخرى، فالعقد يعد عقد مقاولة أصلية متى كان طرفي العقد هما صاحب العمل والمقاول، وذلك لكون هذا العقد يكتسب صفته الأصلية من خلال تحديد شخصية طرفيه وصفة كل منهما.
ولذلك فإن هذه الصورة من صور عقد المقاولة تعد هي الأكثر انتشاراً واستخداماً على أرض الواقع العملي، وهي تعد بمثابة المرجع الأساسي لمعرفة الالتزامات التي تقع على عاتق كل من طرفي علاقة المقاولة – المقاول وصاحب العمل – وواجباتهما.

- عقد المقاولة من الباطن
يعد عقد المقاولة من الباطن من صور عقود المقاولة التي فرضتها ظروف التطور في مجال الأعمال الإنشائية بشكل خاص، حيث أن هناك مشروعات يستلزم تنفيذها وإقامتها تضافر جهود أكثر من مقاول للوفاء بها وتنفيذها في مواعيدها وبالمواصفات المحددة والمتفق عليها، ولذلك ظهر عقد المقاولة من الباطن ليضمن مسايرة تلك الظروف.
وقد عرف عقد المقاولة من الباطن بأكثر من تعريف، ولكن لم يخرج أياً منها عن الإطار العام لمفهوم عقد المقاولة من الباطن، والذي يتمثل في كونه عقد يتم إبرامه بين المقاول الأصلي في عقد المقاولة ومقاول آخر، يعهد فيه المقاول الأصلي لمقاول الباطن ببعض الأعمال الفرعية الخاصة بالعمل محل عقد المقاولة الأصلي المبرم بين المقاول الأصلي وصاحب العمل، وذلك طبقاً لما يتضمنه عقد المقاولة من الباطن من شروط، وفي حالة تعدد المقاولين من الباطن يكون القائم على إدارة العمل وتنسيقه فيما بينهم هو المقاول الأصلي.
ولا يوجد أي مانع يحول دون قيام المقاول الأصلي بإبرام عقد مقاولة من الباطن مع مقاول الباطن لتنفيذ جزء من الأعمال التي يلتزم بها المقاول الأصلي مع صاحب العمل، إلا في بعض الحالات التي يحظر عليه فيها أن يقوم بإبرام مثل هذا العقد أو إناطة تنفيذ الأعمال لمقاول الباطن، وعلى سبيل المثال لتلك الحالات هي الحالة التي يكون فيها الاعتبار الشخصي هو السبب الرئيسي في تعاقد صاحب العمل مع المقاول الأصلي أو كان له تأثير كبير في ذلك، كما هو الحال في تعاقد صاحب العمل مع شركة مقاولات لها سمعة ممتازة ومتميزة في مجالها وتمتلك إمكانيات تفوق كافة الشركات المنافسة، وتكون تلك السمعة والإمكانيات هي الدافع لتعاقد صاحب العمل مع الشركة، فيلزم عندئذ على الشركة أن تقوم بالعمل ويحظر عليها أن تحوله لمقاول الباطن للقيام به، وأيضاً الحالة التي يكون صاحب العمل قد اشترط على المقاول في عقد المقاولة على أن يقوم بإنجاز العمل محل العقد بنفسه.
مسؤولية المقاول الأصلي
وتكون مسؤولية المقاول الأصلي هي المعتمدة عن أعمال المقاول من الباطن في مواجهة صاحب العمل، فإذا لم يكن هناك شرط مانع من قيام المقاول الأصلي باستخدام مقاولين من الباطن، وقام باستقدامهم ولكن تم ارتكاب أي إخلال بالالتزامات من قبلهم تجاه المقاول الأصلي، وترتب على ذلك تأخير في العمل وبدوره تأخير في تسليم المقاول الأصلي للعمل، أو كان تنفيذ العمل من قبل المقاول من الباطن معيباً وقام المقاول الأصلي بتسليمه على حالته تلك لصاحب العمل، أو أي إخلال آخر من المقاول بالتزاماته تجاه المقاول الأصلي وكان لها تأثير على العمل، فإن المقاول الأصلي يعد هو المسؤول قبل صاحب العمل.
اخيرا نحن في شركة اسداء نقدم لكم محاميين خبراء في جميع القضايا والدعاوى وقضايا الالتماس والمخدرات بالاضافة الى محامي احوال شخصية وقضايا خلع وفسخ نكاح ومطالبة مالية واخلاء عقاري واستئناف ورفع دعوى طلاق ودعوى خلع بالاضافة الى قضايا الاجرام الكبيرة وفريق مختص من محاميين خبراء في توزيع الحصص وتسوية الشركات وقضايا التعويق والتأمية